شارك المقال
كيف تؤثر الأمراض المزمنة على الإجراءات الجراحية التجميلية؟ image

كيف تؤثر الأمراض المزمنة على الإجراءات الجراحية التجميلية؟

By: Admin منذ سنة مقالات طبية

 

في البداية كلمة "مُزمن" في اللغة تعني الذي طال واشتدّ، والمرض المزمن طبيّا هو المرض الذي يستمر لفترة طويلة ويتطوّر بشكل بطيء، على عكس الأمراض "الحادّة" التي تظهر فجأة وتتطوّر بسرعة.

 

يرتبط المرض المزمن بعوامل عديدة منها:

-   العوامل الجينية أو الوراثية:  يزيد خطر الإصابة بأحد الأمراض المزمنة إن وجد في التاريخ العائلي.

- العوامل الغذائية: حيث أن النمط الغذائي الغير صحي والمليء بالدهون المشبعة والسكريات، قد يؤدي إلى الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري.

- العوامل النفسية: الضغوط النفسية الشديدة قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري.

-  التدخين: يعد التدخين واحدًا من أكثر العوامل المسببة للأمراض المزمنة، حيث يزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية وسرطان الرئة.

 

إذا تم التشخيص المبكر للمرض المزمن، فإن العلاج يكون أكثر فعالية ويتيح فرصة للسيطرة على المرض والوقاية من تفاقمه وتطوره. كما أن التشخيص المبكر يمكن أن يؤدي إلى توفير النفقات الطبية، حيث أن علاج المرض في مراحله المبكرة يكون أقل تكلفة من علاجه في مراحل متقدمة.

 

أما عن الأمراض المزمنة وأسباب إعاقتها للجراحات العامة والتجميلية فهي كالتالي:

  1. إرتفاع ضغط الدم Hypertension:

 

تشكل العمليات الجراحية خطرًا على مرضى ارتفاع ضغط الدم لأنها قد تؤدي إلى زيادة ضغط الدم وتعريض المريض لخطر الإصابة بمضاعفات صحية.

 

عند إجراء عملية جراحية، يتم استخدام العديد من الأدوية والتقنيات الجراحية التي يمكن أن تؤثر على ضغط الدم، مثل التخدير والمضادات الحيوية والمواد المستخدمة في العمليات الجراحية. وإذا لم يتم التحكم في ضغط الدم بشكل جيد خلال العملية الجراحية، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بمضاعفات صحية خطيرة مثل السكتة الدماغية والنوبة القلبية.

 

  1. مرض السكري  Diabetes Mellitus:

تشكل الجراحات خطرًا على مرضى السكري لأنهم يعانون من تحكم غير جيد في مستويات السكر في الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بمضاعفات صحية خطيرة خلال وبعد الجراحة، حيث أن السكر التراكمي يجب ألا يرتفع عن 6.5 بحد أقصى.

حيث  يتم استخدام العديد من الأدوية والمضادات الحيوية التي يمكن أن تؤثر على مستويات السكر في الدم، وهذا قد يسبب زيادة احتمال الإصابة بمضاعفات خطيرة مثل التهاب الجرح والتعافي البطيء والإصابة بالعدوى وفشل الجراحة.

 

  1. أمراض القلب والأوعية الدموية Cardiovascular Diseases  :

أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض الشرايين وارتفاع نسبة الكولسترول، تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خلال الجراحات. فالتخدير والتنفس الصناعي والتدفق الدموي يمكن أن يؤثر على عملية القلب والأوعية الدموية وتؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الجلطات وانخفاض ضغط الدم وأزمات القلب وفشل الأعضاء.

 

  1. قصور الغدة الدرقية Hypothyroidism:

يؤثر مرض قصور الغدة الدرقية بشكل كبير على الجراحات، حيث أن هذا المرض يؤثر على وظيفة الجسم بشكل عام، وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة خلال وبعد الجراحات.

 

يعمل هرمون الغدة الدرقية على تنظيم وظائف الجسم الأساسية مثل معدل الأيض والنمو والتنمية ووظائف الجهاز الهضمي والعصبي. عندما يكون هرمون الغدة الدرقية غير كافٍ في الجسم، يحدث قصور الغدة الدرقية ويؤثر هذا المرض على وظيفة الجسم بشكل عام.

 

من بين التأثيرات الرئيسية لمرض قصور الغدة الدرقية على الجراحات هي زيادة خطر الإصابة بمضاعفات مثل تعرض المريض للتهابات الجروح أو نزيف أو عدوى بعد الجراحة، وذلك بسبب اضطراب وظيفة الجهاز المناعي وتأثيراته السلبية على التئام الجروح.

 

لذلك، يجب على المرضى الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية مراجعة طبيبهم قبل الجراحة لتقييم حالتهم الصحية ومناقشة أي خطورة محتملة أو مضاعفات محتملة خلال وبعد الجراحة. يمكن أن يتم تعديل الجرعات الدوائية أو تغيير العلاج لتحسين وظيفة الجسم وتقليل خطر المضاعفات. كما يجب على الفريق الطبي مراقبة حالة المريض بعناية خلال وبعد الجراحة لتقليل خطر المضاعفات وتوفير الرعاية اللازمة للمريض.

 

  1. الأمراض التنفسية (الربو Asthma- الإنسداد الرئوي المزمنCOPD – الالتهاب الرئويPneumonia)

 

لدى مرضى الأمراض التنفسية، قد يكون الخضوع للجراحة خطيرًا بسبب التأثير السلبي الذي يمكن أن يحدث على الجهاز التنفسي.

قد تزيد الجراحة والتخدير من خطر الإلتهاب الرئوي، وارتفاع ضغط الشرايين في الرئتين، وانخفاض مستوى الأكسجين في الدم، وذلك يمكن أن يؤدي إلى تعطيل وظيفة الجهاز التنفسي. بالإضافة إلى ذلك، تزيد الجراحة من خطر الإصابة بالجلطات الرئوية والتي يمكن أن تؤدي إلى حدوث مشاكل صحية خطيرة. لذا، يجب على المرضى الذين يعانون من أمراض التنفسية استشارة طبيبهم قبل الخضوع لأي جراحة.

 

 

 

  1. الأمراض المناعية :Autoimmune Diseases

 

تختلف تأثيرات الجراحة على مرضى الأمراض المناعية حسب نوع المرض المناعي الذي يعانون منه: التهاب المفاصل الروماتويدي Rheumatoid Arthritis، الذئبة الحمراء  SLE ، الصدفية Psoriasis ، التهاب الأمعاء التقرحي Ulcerative Colitis ، التهاب الكبد الوبائي Viral Hepatitis ، السكري من النوع الأول Type 1 diabetes.

أما بالنسبة لمرضى الإيدز  فيمكنهم الخضوع للجراحات التجميلية بشرط تلقيهم العلاج اللازم للحد من انتشار الفيروس وضمان استقرار حالتهم الصحية قبل الجراحة.

يعتمد الأمر على عدة عوامل، بما في ذلك نوع الجراحة التجميلية المطلوبة وحالة المريض الصحية بشكل عام. يجب أن يتم تقييم كل حالة على حدة لتحديد ما إذا كان المريض قادرًا على تحمل الجراحة والتعافي منها بشكل آمن.

كما يجب أن يتم الحرص على استخدام المستلزمات الطبية المعقمة بشكل جيد والحد من أي احتمالية لنقل الفيروس خلال الجراحة.

يتعين على المرضى المصابين بفيروس الإيدز استشارة الطبيب المعالج الخاص بهم قبل الخضوع لأي جراحة تجميلية، واتباع الإرشادات الطبية بدقة للحد من مخاطر العدوى وضمان نجاح الجراحة وسلامة المريض.

 

 

 

الطب دائمًا في تقدّم، يمكن الوصول لحلول طبية لإجراء بعض الجراحات البسيطة لأصحاب أي من الأمراض السابق ذكرها، وذلك عن طريق الفحوصات وتقييم الطبيب الجراّح لكل حالة على حدة، وأن يتم إبلاغ المرضى بشكل كامل عن المخاطر والتحديات المرتبطة بالجراحة.

في النهاية، فإن التعاون الوثيق بين الطبيب والمريض يمكن أن يحقق أفضل النتائج، ويقلل من أي أخطار محتملة عند الخضوع لجراحة ما.

تؤثر الأمراض المزمنة بشكل كبير على الجراحات التجميلية، حيث أنها يمكن أن تزيد من مخاطر الجراحة وتؤثر على نتائجها. لذلك، يجب على الجراح أن يقيم حالة المريض جيدًا ويحدد ما إذا كان يمكن للمريض أن يجري الجراحة أم لا

new year offer from amazon clinic